كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
الواضح تماماً أن الخناق الداخلي والخارجي بدأ يضيق على أولي الأمر، فلم تعد هوامش المناورة متاحة أمامهم، ولم تعد لهم أي فرصة لتغليب العناد والطموحات الشخصية على الضرورات الوطنية والمصلحة العامة، أما إذا بقيت المناكفات هي سيدة الموقف تحت شعار “عليّ وعلى أعدائي يا رب” فإن الارتطام الكبير آت حتماً بقوة وخسائر تفوق هولاً ما مرّ به لبنان من محطات مفصلية وموجعة، ولا سيما في عام 1990 وما سبقه منذ عام 1975.
كيف لا وتشكيل الحكومة منذ 12 شهراً يخضع لتصفية حسابات سياسية في كافة الملفات بينكم يا حضرة رئيس الجمهورية وحضرة الرئيس المكلف وفريق العهد مترافقة مع تراشق إعلامي. أزمة معيشية، صحية واجتماعية غير مسبوقة على اللبنانيين.
يا سادة هل تقرأون التقارير، هل يبلغونكم عن الاشتباكات الواردة والاحداث الامنية المُعلنة والغير مُعلنة كما في كل لبنان على محطات البنزين وغيرها بسبب الأزمة؟
هل تراقبون طوابير البنزين؟ هل تراقبون انقطاع الدواء؟ هل تراقبون سرقة اموال المودعين؟ وعوضًا عن ذلك نرى على جدول الاعمال في مجلس حلّ مكان الحكومة، قانون الذرية التي تفتتنا، وامور يناقش فيها اكل الكلاب بينما السلطة تنهش لحم اللبنانيين، يشرّع في قوانين لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد في شؤون الناس وهمومهم ولا انعكاسات إيجابية مباشرة لها على مشاكلهم اليومية.
حكومياً، تراوحت الافتراضات في شأن ولادتها بين الجزم بأن الاتفاق السياسي- التقني يمضي قُدماً في تذليل آخر العقبات قبل الإفراج عنها في غضون أيام، وبين تكهنات بأن الإيجابية المفاجئة مجرّد مناورة. فيما نشطت، أمس، التسريبات مِن جانبَي الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، مُتحدثة عن ورقة جديدة، إما أن تُفضي مع نهاية الأسبوع إلى حكومة توفّر الحد الأدنى من مقومات إمرار هذه المرحلة الحساسة، وإما فرملة الاندفاعة مع إطلاق العنان لتوقعات حول تداعيات الفشل..
اذاً، أين الحكومة ؟ ما الذي يمنع تأليفها حتى الآن؟ إذا كانت مشكلة الرئيس سعد الحريري عدم قدرته على التأليف لأسباب خاصة به كانت تدفعه الى حمل صيغ مرفوضة مسبقاً، فما هي العوائق الموجودة عند ميقاتي؟ إزاء هذا الصعود والهبوط في بورصة تأليف الحكومة؟
شادي هيلانة